حمامات الجيش .. +Day 1

“Military Showers”


“يحق لك الاستحمام لمدة خمس دقائق فقط” تلك العبارة كانت مكتوبة بأربع لغات في ملصق ورقي مقوى على باب دورة مياه السيدات ومؤكد وجود مثيلتها لدى الرجال. القانون صارم جداً ولن يكون بإمكانك التلذذ بالماء الساخن فسوف ينقطع فجأة وتجد نفسك في الصقيع البارد.

ليلة البارحة لم أنم فعلياً. الطابق الثاني للنزل كان عبارة عن غرفة كبيرة ممتلئة بالأسرة المزدوجة. تجد على سريرك مخدة جديدة ، مفرش ابيض يبدو نظيفاً ولحاف سميك من الصوف مغلف بالبلاستيك جاهز لاستخدامك.

كنت استغرب إقدامي على هذه الخطوة أي النوم مع مجاميع كثيرة ولا اعرفهم رجال وسيدات. كنت اتعمد أن أخرج نفسي من دائرة الراحة الخاصة بي. أدفع بطاقتي على التحمل لمنتهاها. الشعور بالحرج زال بمجرد أن رأيت بساطتهم في التعامل. الجميع عاملني بلطف لم أملك إلا أن ابادلهم إياه بكرم أكبر. احترام الخصوصية رغم أننا نتشارك المكان كان أمر أذهلني.

عند التاسعة مساءً أطفئت الأنوار. هدوء الأرياف وانتفاضة أصوات الطبيعة من حولك تجربة لا تعوض. جندب الليل مع نباح كلب حراسة بعيد كان ينقصها فقط أن أكون تحت النجوم ليرجع بي الزمن لطفولتي حيث رحلات التخييم الطويلة في العراء.

لا تعتقد أن كل شي ساحر هنا هذا المساء، فسوف تصدم بحقيقة سماعك لأعنف صوت شخير  في حياتك. فجأة ينقلك الصوت لواقع وجودك في مهجع كبير ممتلئ بالنساء والرجال الغرباء وأنك وحدك في هذا المكان بعيد عن عائلتك وأن هذا المكان هو اختيارك أنت لم يجبرك أحد على التواجد هنا. هي تجربتك فعشها لمنتهاها بكل ما فيها.

كنت قد استعديت لهذا العارض بسدادات أذن اكتشفت أنها فاشلة تماماً في حجب حتى صوت نباح الكلب في الخارج ناهيك عن “السيد شخير” الذي اكتشفنا في الصباح أنها تلك السيدة العجوز من دبلن.

 

 

 

 

.


 Second night stay: Refuge Orisson .. www.refuge-orisson.com
 Photo courtesy: http://trekcapri.blogspot.com/