“Enjoy the ride”
سأتجاوز عمداً شرح أسباب انهياري البارحة، على الأقل الآن في هذه التدوينة. ربما في نهاية الكامينو سأكتسب مزيداً من الانفتاح الروحي والذهني اللذان يجعلاني قادرة على مشاركة مشاعري الحقيقة علناً و بكل تجرد مع الآخرين.
في الصباح وبعد الراحة والاستحمام الطويل المنعش، خرجت للتراس الملحق بالغرفة. وجدتها مطلة على تلال المدينة والبيوت الريفية القريبة. جلست اتأمل المنظر طويلاً ولم يعدني للواقع إلا لسعات البرد. نزلت بعدها للأسفل استطلع المكان. الفندق صغير جداً وحميم عبارة عن فيلا حديثة بأربعة غرف فقط. الذي يدير المكان أسمه “روب” من بريطانيا في السبعين من عمره.
اقترب مني حينما رآني وحدي على طاولة الإفطار أخبرته أنني من الرحالة الذين يعبرون الكامينو وتندر على بطء مسيري وكيف إنني بحسب الأيام كان من الممكن أن أصل لأقصى أسبانيا وليس لطرفها الشرقي فقط. أخبرني أنه عَبَرَ الكامينو هو الآخر عدة مرات في شبابه وعشق المكان واقترن به منذ لك الحين.
شرحت له أن إصابة قدمي بالتقرحات كانت تعيقني قليلاً. وسألته كيف تفادى الإصابة بفقاعات القدم أثناء مشيه السابق. قال إنه ببساطه عبر الكامينو على الدراجة وهز كتفه بسخرية قائلاً: “ما الذي يجبرني على تحمل التقرحات والجروح وأوجاع الظهر والأكتاف والمشي متألماً بدلاً أن أكون متأملاً!”
لفتتني مقولته وأغراني كبر سنه أن اقول له
: ” هل لي بنصيحة منك قبل أن أواصل المشي؟”
بادرني سريعاً :”دراجة .. تنقلي بالدراجة يا صغيرتي”
Photo courtesy: http://www.hotelyerri.es
.