بطلة فيلم .. Day 22

lion


“once upon a Parador”


 

ودعت البلدة السابقة بمجرد عبوري فوق جسر حجري من القرون الوسطي مخترقاً لنهر إلسا River Elsa الذي يمتاز بالصفاء وانعكاس الأشجار والغيوم على سطحه.  اليوم سأنطلق لمدينة ليون ولا أعلم هل سأبقى فيها ليلة إضافية أم أواصل المسير واختصر الوقت! أصارع شخصية السائحة في داخلي لأن جزء مني يعلم أنها مدينة عريقة وتاريخية بناها الرومان في السنة التاسعة والعشرين للميلاد.

الطريق ترابي وضيق ما لبث أن أصبح موازياً للخط السريع بعرباته ودراجاته النارية. اليوم يعتبر ختاماً للأيام التي قضيتها عبر سهول القمح الممتدة بلا نهاية وحقول زهرة عباد الشمس. ففي القرى التالية، تعود الغابات الصغيرة والينابيع المتعددة والتلال المرتفعة لطبيعة المكان مجدداً.

لم استطع المرور بقرية Arcahueja الأثرية رغم أنها كانت على بعد 200 متر فقط لجهة اليمين من طريقي هذا لكي اتمكن من  الوصول لمدينة ليون قبل الظهر.

واصلت المسير لبلدة Puente Castro منشأ يهود السفارديم (يهود اسبانيا والبرتغال) وحتى اليوم يوجد تأثير ثقافي عميق لليهود في تلك البلدة ولغتهم يطلق عليها “لادينو” وهي مزيج بين اللاتينية والعبرية. من رموز هذه البلدة على مستوى الأدب العالمي، الشاعرة الاسرائيلية مارغريت ماتيتياهو. أما فخر البلدة الحقيقي اليوم فهو نادي كرة القدم الذي يحمل أسم البلدة ويشارك بقوة في الدوري الأسباني.

انحسرت المناظر الطبيعية بشكل كبير واستبدلت الأشجار بعدة مصانع على جانبي الطريق. مشهد يهيئني نفسياً لدخول مدينة بحجم ليون. الغريب أن حدودها مع البلدة السابقة لم تكن واضحة ولم أستوعب متى انتهيت من حدود بوينتي كاسترو او متى دخلت لضواحي ليون!

ما أن اعتليت التلة حتى بدت لي المدينة في أسفلها بمشهد بانورامي عريض. اندهشت أنها لم تكن بالحداثة التي تخيلتها لم تكن بحجم بورغوس مثلاً او بانبلونا ورغم كل هذا احتفظت ايضاً بنصيبها من الصخب والضجيج المصاحب لأي مدينة رئيسية حول العالم.

خطواتي قادتني لوسط المدينة وتحديداً عتبات صيدلية عريقة تقدم خدماتها الطبية والتجميلية منذ العام 1827 أي ما يقارب مائتى سنة. ابتعت منها مرهم مرطب لجفاف بشرتي المؤلم والحارق بسبب التعرض المتواصل والمباشر للشمس والبرد.

فندق البارادور دي ليون Parador de León من أفخم الفنادق في أوربا نظرا لكونه قصر سابق ويقع داخل دير قديم وعريق. تم فيه تصوير مشاهد من فيلم The Way الذي ذكرته سابقاً كأحد أهم الأعمال التي دارت حول طريق كامينو دي سانتياغو. الليلة الواحدة تكلف ما يقارب من 110 يورو مقابل غرفة مفردة بحوض استحمامها الخاص وبشرفتها الملحقة بها وجميع كمالياتها شامله كذلك لوجبة افطار اليوم التالي.

قضيت لحظات من الصراع النفسي والتخطيط المالي ووجدتني بين خيارين الأول اختيار فندق أرخص وقضاء ليلتين مع زيارة المعالم جميعها في ليون أو هذا الفندق لليلة واحدة فقط و تضحيتي بمشاهدة معالم المدينة و متاحفها وعروضها الفنية المتعددة. وجدت نفسي دون أن أشعر اقدم لموظفة الاستقبال في البارادور بطاقتي البنكية واطلب منها أن تكون إطلالة غرفتي على الحديقة.

 

 

.


مسار رحلة اليوم : Mansilla de las Mullas – Leon (19km)
23rd night stay: Parador de León.. Plaza de San Marcos, 7, 24001 León, Spain
Photo courtesy: Google images.